رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اكتشف الوجه الآخر لصالح سليم.. مزيج من البساطة والتواضع والعاطفة

لقطة نادرة لصالح
لقطة نادرة لصالح سليم مع زوجته في بداية الزواج

الأسرة والبيئة يكون لهما دائما دورا كبيرا في تكوين الشخصية والمايسترو الراحل صالح سليم نشأ في عائلة ارستقراطية والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير حتى صار أكبر وأعظم دكتور تخدير في مصر وكان يعرف عن الدكتور سليم مواقفه الانسانية حيث كان يزور مرضاه بعد العمليات للاطمئنان عليهم. 

ووالدة صالح من العائلة الهاشمية ووالدها من أشراف مكة وترك أهلها مكة وهاجروا إلى تركيا ثم استقروا أخيرا في مصر حيث تزوجت الدكتور سليم وأنجبا ثلاثة أولا هم صالح وعبد الوهاب وطارق.

العطف على البسطاء

نشأ صالح سليم في منطقة الدقي وكان عمره ست سنوات وكان في هذه السن المبكرة يتمتع بصفات حميدة وكان يتميز بالإنسانية والعطف على الناس البسطاء وعندما كان يلعب في حديقة البيت مع أولاد الجيران كان يمر عليهم عم عطا الله بائع الجيلاتي وكان صالح يتوجه إليه ويعطيه بعض القروش قد تكون كل مصروفه الشخصي ويعود دون أن يأخذ الجيلاتي وعندما كان زملاؤه يسألونه عن السبب كان يقول أنه رجل غلبان وهو يحاول مساعدته.

حكايته مع منادي السيارات الزملكاوي 

كان صالح سليم على عكس ما تخيل البعض شخصية متواضعة الي أقصى درجة يحمل بداخله قدرًا هائلًا من المشاعر الإنسانية التي تجلت في عديد من المواقف منها أنه قبل سفره الي لندن في رحلة علاجه الأخيرة ولحظة خروجه من الفندق استوقفه منادي السيارات التابع للفندق وقال له أنه زملكاوي لكنه يحبه ويريد التقاط صورة معه وبعد أن كان صالح سليم قد دخل سيارته نزل منها بكل تواضع ليلبي رغبة الشاب البسيط رافضًا أن تلتقط الصورة وهو جالس بالسيارة وقال مازحا:"أنا نزلت لك علشان أنت زملكاوي".

صالح سليم مع ولديه هشام وخالد

زواج المايسترو تأخر 7 سنوات 

تزوج صالح سليم من السيدة زينب لطفي بعد قصة حب بدأت حين كان يبلغ من العمر 18 عاما وكان عمر زينب 12 عاما وعندما عرضا الزواج قوبل الطلب باعتراض والديهما بسبب عدم استكمال صالح لدراسته الجامعية فقررا تأجيل الزفاف حتى انتهى المايسترو من دراسته.

وبعد حصول صالح على شهادته العليا أصبح الزواج مطلبا مشروعا وكان عمره وقتها 25 عاما واجتمعت عائلتا صالح وزينب للاتفاق على الأمور الشكلية المعتادة وفاجأ والد العروس الجميع بطلبه 25 قرشًا فقط مهرا لابنته وإلغاء مؤخر الصداق مؤكدًا أنه لايريد شيئا سوى سعادة ابنته.

عاش صالح سليم مع زينب وقد أمن أن العلاقات الإنسانية مراحل ودرجات وأن الزواج الناجح علاقة أقوى وأعمق وأبقى من أى صداقة لأن الصديق مهما كان عزيزا أو قريبا فهو فى آخر الليل سيغادر ويذهب إلى بيته وإلى حياته أما الزوجة فهى تبقى مع زوجها تقاسمه كل شئ وكل وقت وكل خطوة.

لم تكن زينب لطفي مجرد زوجة اقتسم معها صالح سليم عمره لكنها بالنسبة لصالح كانت سنده الحقيقي وقوته وقلعته التي يلجأ اليها فوجد أمانه وكبرياه كلما ضاقت الدنيا به وأغلقت أبوابها في وجهه ورغم ملامح صالح سليم التي قد تبدو جادة وصلبة أكثر من اللازم لكنه كان يفيض بالعذوبة والرومانسية والشاعرية حين يقتسم مع زينب أي حوار أو أية خطوة أو أي يوم وفي النهاية.

 نجح صالح سليم في حياته لأنه أحبها كما عاشها واختارها ودفع ثمنها وكان على قناعة أن أي إنسان لن ينجح الا إذا أحب حياته أولا وقبل كل شىء.