رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطلعة.. ما سر ارتباط احتفالات العيد بزيارة القبور؟

صورة أرشيفية لزيارة
صورة أرشيفية لزيارة القبور في العيد

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية وهو احتفال عيد القيامة المجيد، حيث تحتفل بقيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة والذي الذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.

وللأقباط عاداتهم الاجتماعية في العيد، فقال بيتر خليل، خادم في اجتماع الاسرة، في تصريح خاص، أنه دائما ما يأتي مع احتفالات العيد، ما يسمى بالطلعة أو طلعة القبور أو زيارة القبور، وجميعها مصطلح لأمر واحد وهو قيام المسيحين الذين لهم فرد من ذويهم متوفى ولا سيما الذين توفي ذويهم في نفس العام الذي حل فيه العيد، بزيارة القبور في إطار قراءة بعض النصوص الدينية وزيارتهم زيارة اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالكنيسة او الامور الدينية.

وقال القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس، في كتاب عزاء المؤمنين إن في زيارة القبور نتعلم احتقار أباطيل العالم. وزوال كل مجد يخصه. حيث نرى هناك أن كل مجد دنيوي وكل مرتبة عالمية. وكل شهوة وكل لذة. وكل آمال الإنسان التي يؤملها في الدنيا. قد انتهت في ذلك القبر. وأن ذلك الإنسان الذي كان يتكلم بالأمس قد أصبح جثة هامدة أُعِدَت طعامُا للدود.

وقال أحد الحكماء وهو يرثى الملك اسكندر الكبير "ها هوذا الذي كان بالأمس يطأ الأرض بقدميه فالآن قد وطأته الأرض تحتها. أمس لم تكن الأرض بجملتها كافية لمرغوباته، والآن تكفيه فقط سبعة أشبار منها لِيُدْفَن فيها. بالأمس كان يقود على وجه الأرض عددًا عظيمًا من الجيوش والعساكر، والآن أنفار قلائل من الحَمَّالين تحمله إلى قلب الأرض".

ففي القبور نقف بخشوع وورع ونرى نهاية كل شيء في الدنيا، وَمَنْ لا يتخشَّع عندما يتأمل أن جسده سيعود يومًا ما مأكلًا للدود والحشرات، فبحق دعا القديس يوحنا ذهبي الفم القبور "مدرسة التواضع". فهي كذلك لأننا نتعلم منها الاتضاع والحكمة وزوال بطلان كل شيء دنيوي.